الخميس، 20 مايو 2010

طفل يبكي على الهاتف يستجدي أمه أن تعود !!

تقول السيدة إيفا هيرمان إن وسائل الإعلام الألمانية متحيزة إلى أقصى حد ، و إنها لا تسمح إلا برأي واحد يتفق مع آراء القيادات الإعلامية ، واستغربت بأنه لم يكن هناك صوت واحد مؤيد لها في الصحف ولا المجلات ولا البرامج الإذاعية والتلفزيونية، في حين يرى المتابع لمواقع الإنترنت دعماً كبيراً لآرائها ، و تهنئتها على شجاعتها على قول الحقيقة، فماذا يعنى ذلك ؟
يعني ذلك أن الإعلاميين في كثير من البلدان ومنها ألمانيا بالطبع لا يمثلون جماهير الناس ولا يحفلون بآراء المجتمع وإنما هم هيئة متسلطة يسيّرهم طاغوت هوى النفس المسيطر على عقولهم المريضة ، حيث يقودهم هوس الجنون بنوع من تحرر المرأة بل يحولها إلى ((مسخ رجل )) لا هي رجل ولا هي امرأة بل هي شيء بين ذلك وذاك .
وقد ردت السيدة إيفا هيرمان على الإعلاميين ، بأنه لولا تجاربها الكثيرة والمريرة لما استطاعت أن توضح عيوب التحرر ، مثل من عاشه سنوات طويلة وعرفه عن كثب، فهذا طفل يبكي على الهاتف يستجدي أمه أن تأتي إلى البيت فتقول له : تصبح على خير، لا بد أن أذهب إلى الاستوديو ، وزوج ينتظر زوجته على العشاء في مطعم دعاها إليه فينتظر ساعة وراء ساعة ، ثم ينصرف وحيداً، وامرأة تسلط عليها الأضواء و يعتبرها الجميع في قمة مجدها ،وهي في داخلها تحمل هماً كبيراً وألماً عظيماً ، وشوقاً لترك كل هذا الزيف والعيش في أسرة .
ووضعت هيرمان خطة لبنات جنسها ، فقالت لهن ((إن عليهن أن يتزوجن مبكراً وأن ينجبن فوراً ويبقين إلى جوار أطفالهن ، وألا يعدن إلى العمل قبل سن الأربعين وعندما يكون الأبناء والبنات في غير حاجة ماسة إلى الأمهات موضحة أن العمل الوظيفي ليس هو مصدر السعادة أو تحقيق الذات ، وحتى الرجل لا بد أن يدرك أن العمل ما هو إلاَّ وسيلة لتمويل الأسرة التي توفر له السعادة ، وتحقق له ذاته كزوج وأب وربان سفينة يقودها باقتدار.)) ثم تقول السيدة إيفا : (لو دارت عقارب الزمن لبحثت عن رجل حقيقي ، يتحمل مسؤولية العمل خارج البيت ، أما أنا فأريد أن يكون لدي خمسة أطفال ، أبقى معهم إلى النهاية في البيت .) كأنها تريد أن تقول : إنه ليس من السهل أن تحصل المرأة على رجل ((حقيقي)) وأن هناك الرجل غير الحقيقي في معظم الأحوال أو الرجل المزيف أو كما نسميهم نحن ((أشباه الرجال ولا رجال ))
فيا لها من كارثة كونية أن تعاني المرأة في كل مكان من وجود رجال مزيفين ، ولا يريد الناس في كل مكان أن يعلموا أن التربية هي المسئولة عن هذا الخلل في شخصيات الرجال والنساء على سواء، فالطفل الذي لا يجد أماً ترعاه وتتابع مراحل نموه خطوة خطوة وتغدق عليه من حنانها وعطفها وحبها فأنّى لمثل هذا الطفل أن ينشأ نشأة سوية قائمة على التوازن العقلي والعاطفي الذي يؤهله أن يكون إنساناً حقيقياً عندما يصير زوجاً أو أباً لطفل أو لخمسة أطفال ؟!
وترى هيرمان أن الكثيرين لم يعودوا يفتقدون السلام والانسجام الذي يوفره البيت السليم ، لأنهم ببساطة لم يعرفوه من قبل ،وتقول : (( إن النساء لا بد أن يعترفن بأنهن ((مفتتنات بأنفسهن وسائرات خلف سراب تحقيق أنفسهن)) ،وأسوأ ما في الأمر أنهن ينظرن إلى المرأة التي قررت أن تتفرغ لبيتها وأطفالها بازدراء واحتقار ،ويعتبرنها عاجزة عن تحقيق ذاتها ، وكسولة وغبية لعدم قدرتها على الجمع بين العمل والبيت وأصبح مسمى ((ربة أسرة )) مرادفاً للتخلف والرجعية...))
وتتساءل هيرمان باستنكار :هل صار مفهوم السعادة مرتبطاً بمقدار الراتب الذي تحصل عليه المرأة والمرتبة الوظيفية التي حققتها ، والقدرة على التفوق على الرجال، وترؤس أكبر عدد منهم ؟.
وترى هيرمان (( أن اعتبار المرأة شريكاً أساسياً في كسب المال ، هو مفهوم سائد في المجتمع الاستهلاكي ، وهو نمط معيشي شاذ ، إذ إن المرأة مستعدة من أجله للعمل صباح مساء, مستعذبة المعاناة التي تئن تحت وطأتها ، ولا تبالي بمن يقوم بتربية أطفالها، ولا بمن يقص على أطفالهن حكايات قبل النوم أو يجهز لأطفالهن حقائبهم قبل الذهاب إلى المدرسة ، ومن يستقبلهم حين يعودوا منها ..من يعطي أطفالهن الدواء حين يمرضوا ومن يناقش أسباب تخلفهم أو انحرافهم عن السلوك القويم مع مدرساتهم .. هذا كله لم يعد له قيمة عند الكثيرات من الأمهات مادمن قد حصلن على وظيفة حتى وإن كن ميسورات الحال ولهن أزواج يقومون بكل واجباتهم الأسرية بكفاءة واقتدار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق