الأربعاء، 30 يونيو 2010

إمكانيات التعليم تُبدد من غير طائل..!!

هل هي شائعات أم هي حقائق دامغة؟ تلك التي لا تتوقف على مدار العام في أن المنح الدراسية عالية القدر والقيمة لا تمنح للمتفوقين في الدراسة؛ وإنما هي تُعطى أو تمُنح كهبات وإكراميات لأصحاب النفوذ والوجاهات الذين يستطيعون إرسال أبنائهم على نفقاتهم الخاصة، فذلك متاح لهم وهم يتفاخرون بذلك ويصرحون بأنهم ليسوا بحاجة أحد فجيوبهم والحمد لله عامرة بكل أنواع النقد المحلي والدولي، ومع ذلك فإنهم من شدة تواضعهم يقبلون ما يعرض عليهم من قبل المسئولين ليس فقط في التعليم العالي وإنما أيضاً من قبل أولئك الذين لديهم القدرة على تحريك أحجار التعليم العالي..ولا يكفي بأي حال من الأحوال أن نركن إلى نزاهة الوزير وكفاءته أو قدرته على ضبط الأمور، فالوزير في الواقع هو موضع ثقة، لكن الحديث عن شئون وزارة ليس هو بالضرورة حديث عن الوزير، فهناك أطراف كثيرة في الوزارة عندها القدرة على اللعب بمهارة”بالبيضة والحجر” دون أن تتعرض البيضة للفقس، بل هي ترتفع في الهواء في تبادل مستمر مع الحجر وبسرعة مهولة تُعْشي البصر، لكنها (أي البيضة) تجد راحة اليد دائماً في استقبالها، فتسقط الحجر ولا تسقط البيضة على الأرض وهذا هو شأننا مع كل الوزارات..فماذا يستطيع وزير (أياً كان) أن يغير من شئون وزارة إذا كان كل موظفيها أو قل معظمهم أو(المحنكين) منهم يظنون أنهم أحق بكرسي الوزارة من الوزير نفسه وأنهم يستطيعون أن يديروا شئون الوزارة في غياب الوزير بنفس الطريقة التي كان آباؤهم وأسلافهم يديرون شئون الدواوين وشئون القضاء بآلية نظام البيع والشراء في أسواق (الجلَبْ) أو بآلية (المشارعة) التي يمكن للقضية التي يمكن حلها في غضون ساعات تنتظر عشر سنوات، لأن هذه الآلية من شأنها أن تضمن ارتزاق عدد كبير من المستفيدين من هذا الأسلوب في التعامل مع قضايا المجتمع..وهكذا هي وزاراتنا اليوم الداخل وجِلٌ والخارج منها مطحون ومقهور...!! فما أن يصل أحدُ أبنائنا إلى إحدى هذه الوزارات والحديث هنا عن وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي حتى يجد نفسه في مواجهة واقع غريب، لا يمكن وصفه بغير القسوة والشدة ..لا يجدون هناك من ينظر أو يهتم بكفاءاتهم وقدراتهم العلمية والعقلية أو الفكرية يجدون واقعاً مؤلماً لا يهتم بما كانوا عليه من صلاح أو حسن سيرة لا يجدون أمامهم سوى القلوب الصلبة والعواطف الجامدة يقولون إنهم قد وجدوا قلوباً أشد قسوة من الصخور..فإذا ما قدر لبعض الطلبة إكمال معاملاتهم في مكاتب التربية والتعليم في مختلف المحافظات بقي عليهم انتظار حظوظهم..هل يحصلون على منح دراسية حسب رغبتهم وبما يتناسب مع جهدهم وجهادهم الذي أعطاهم معدلات تسمح لهم الدراسة في أرقى جامعات العالم يقولون: هناك منح دراسية مرموقة ومتميزة خصصت للمتفوقين والمبدعين..لكنها بدلا من أن تذهب إليهم تذهب إلى من هم أقل منهم علماً وكفاءة ..لأن مثل هذه المنح المتميزة لا تعطيها الدول إلا للطلبة المتفوقين الذين يستطيعون مواكبة مستوى التعليم في الخارج ولكن عبر وزارة التعليم العالي ..وهناك في أروقة الوزارة يحدث ما يحدث من تغيير وتبديل انسجاماً مع المصالح الأنانية التي لا تراعي مصلحة الوطن بقدر ما تراعي مصالحها الذاتية. وقد أفاد الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي: أن البنك الدولي سيقدم 13 مليون دولار كمنحة لليمن لتنفيذ المشروع الثاني لدعم وتطوير التعليم العالي الذي سيبدأ تدشينه منتصف الشهر القادم ويشمل على دعم برامج في الجامعات الحكومية، ودعم المجلس الوطني للاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة ودعم البرامج الدراسية في الجامعات الحكومية. هذا المبلغ من المال بإمكانه أن يفعل شيئاً إذا وظف توظيفاً سليماً، صادقاً ونزيهاً، دون أن تمتد إليه يدان آثمتان: اليد الأولى: هي اليد ذات الذراع الطويل التي تعطي نفسها الحق أن يكون لها حق السطو بحسب ما جرت عليه العادة في نهب الأموال العامة أو السطو على اعتمادات المشاريع الممولة دولياً. اليد الآثمة الثانية: هي تلك اليد القبيحة التي تتدخل في اختيار المنفذين للجودة والبرامج الدراسية وغير ذلك من الأوجه المتعددة لصرف هذه الاعتمادات لكنها تختار أسوأ من في الأرض للتنفيذ !!! فإذا بنا نجد أن الجامعات الحكومية قد خرجت من (المولد بلا حمص) هذه الأموال التي نجد من يبددها على مستوى الداخل تقابلها أموال أخرى يبددها الطلبة الذين يوفدون إلى خارج البلاد، لكنهم بسبب ضعف مستواهم الدراسي لم يستطيعوا مواكبة الدراسة المتقدمة فيكون حالهم أن يعودوا (بخفي حنين) وتكون بلادنا قد خسرت خسارة عظيمة حين أضاعت فرصة ثمينة على الطلبة المجدين والمجتهدين والمبدعين فحرمتهم من تلك المنح المتميزة، ليس من أجل شيء وإنما لأن هناك في الوزارات قيادات وزارية محسوبة على التربية لكنهم بعيدون منها ومحسوبة على التعليم لكنهم ليسوا من أهله.

هناك 5 تعليقات: