الأحد، 9 أغسطس 2009

انفولنزا الخنازير وهم للتسويق ..!!



يموت الناس كل يوم في كل مكان من الكرة الأرضية من الفقر والمجاعة وشحة المياه , يموتون من كوارث السيول والفيضانات , ويتشرد الآلاف في أفريقيا وآسيا بسبب الحروب الأهلية ..

يموتون في العراق وأفغانستان والباكستان والصومال ودارفور بسبب التدخلات الأجنبية والمؤامرات الدولية , يموتون كل يوم بلا ثمن ,يموتون في سجون الإحتلال الإسرائيلي , والعالم كله يعلم ذلك ولا يجدون ما يقولون سوى أن يطلبوا من المعتدي والمعتدى عليه ضبط النفس , يطلبون من القاتل والمقتول ضبط النفس !! .
هناك من يشعل النار في الصومال بين المتقاتليين ويزودونهم بالسلاح ويغرونهم بالإقتتال ,ثم يطلبون منهم ضبط النفس وقبل أن تهدأ أبداً هناك من يريدها مشتعلة.
طلعوا بتقليعات جديدة من أسباب الخوف والقلق والهلع في النفوس ,جاءوا بأنفلونزا الخنازير ومن قبلها أنفلونزا الطيور , وقبل قبلها مرض جنون البقر ,وكلها صناعات غربية ,فيها ما فيها من فبركة وإثارة وأسباب للقلق والتوتر ; كأن هناك قوى في العالم لا تريد للعالم السلام , لا تريد للعالم أن يهنأ بساعة من ليل او نهار ينعم فيها بالهدوء والسكينة !!. وهم في المقابل سوف يربحون الملايين من النقد الأجنبي مقابل القاحات التي يصنعونها بكميات مهولة لتغطية حاجة دول العالم وشعوبها والتي يجب أن تتوافر في كل بلد وكل قطر ,بل كل دكان.
لأن الهلع قد عم البلدان والأمصار من جراء الإعلانات والدعايات والتخويف , فإذا بالمتظمات الصحية الدولية توقف برامج الإغاثة في مساعدة أمم الأرض المحتاجة مساعدتها في القضاء على الأمراض الحقيقية مثل البلهارسيا وداء الكبد الوبائي والتيفويد واملاريا وغيرها.
وبدلاً من النهوض بالبرامج الإقتصادية والإنمائية لمساعدة دول العالم في التخلص من الفقر والبطالة والمرض تصرف المليارات من العملة الصعبة للشركات العملاقة التي تصنع اللقاحات من أجل أن تبيعها بالثمن الذي تريده والقيمة التي تحددها .
فماذا يضير دول فقيرة أن تظهر فيها أنفلونزا الخنازير أو ماشئت من هذه التسميات حتى وإن بلغ عدد الإصابات فيها المائة أو الألف مادامت كل الإصابات , أو قل معضمها تنجو وتتماثل للشفاء إذا توفر للمريض الغذاء المتوازن والسكن الصحي والظروف الصحية السليمة ؟!.
أما كان من الأفضل أن تسعى هذه الشركات العملاقة المستيفيدة ومعها برنامج الأمم المتحدة لللإغاثة والمؤسسات الإنسانية أن يقيموا برامج حقيقية للقضاء على الفقر والمرض , والأمراض المعدية بدلاً من صرف هذه الملايين للقضاء على وهم من الأوهام التي يصنعونها , ويطلقون عليها التسمية التي يريدونها ؟!.
إتهم لو جمعوا أنفلونزات العالم كله لا يساوي خطرها خطر مرض البلهارسيا أو التيفويد أو السرطان أو ما شئت من الأمراض التي يملأ أصحابها المستشفيات في كل البلدان النامية .

هناك تعليق واحد:

  1. لكن لايمكن تجاهل هذه الأمراض ... وعلاجها ..
    لأنه اذا تم الإهمال لعله يصبح وباء ...
    ونحن لا ينقصنا بلإضافة لكل الأمراض الذي ذكرتها..
    أن يصيبنا مرض جديد ...

    ردحذف