السبت، 1 أغسطس 2009

الشارع الأخضر !!


شارعنا أخضر .. هذا صحيح ..

ولكن لا يجب أن يخطر ببالكم أننا زرعنا ورداً أو أشجاراً و خمائل أو أننا قد غطيناه بالحشائش والزهور أو أننا قد فرشناه بالموكت الأخضر الجميل وذلك ليبدو أمام الناس متألقا ًوفاتناً ..كلا فنحن لم نفعل شيئاًمن ذلك كله ..!!
فماذا فعلنا إذن ؟.. كل الذي فعلناه هو أن جماعة من شبابنا المغاوير الذين يسهرون الليل حتى مطلع الفجر أو يقيلون في النهار " مخزنين" حتى منتصف الليالي تكون المعدة عندهم قد تحولت من كثرة ما ابتلعه صاحبها من شجرة القات وأوراقه وأغصانه الغضة التي تكون قد أرتوت من الماء وتشبعت بالسموم الكيماوية قريبة الشبه من مؤخرة " الرباح" إلا أن مؤخرة القرود غير ملتهبة , وإنما هي كذلك على الصة التي خلقها الله عليها .
وعندما يطول المقام بعصيدة القات في الفم والمعدة والأمعاء فإنها تسبب قروحات مزعجة في الفم والحنجرة والمعدة والأمعاء من تأثير تلك المواد الكيمائية قريبة الشبه من سم الحشرات , فلا يكون بد من أصحاب تلك العاهات التي صنعوها بأيديهم وبإرادتهم وملء حريتهم من أن ينثروا من أفواههم ما تبقى من "عصيدة القات " الى الشارع حيث يقطنون أو الى الشوارع الأخرى حيث ينزلون , وبعضهم لا يكتفي أن ينثر ما في فمه الى الشارع كما تنثر معدة الخروف ويغسل فمه ولثته وحنجرته كما تغسل معدة الخروف وما فيها من جيوب ومنعطفات وثنايا .
فإذا بالأرض التي كانت قبل قليل نظيفة خالية من البكتيريا قد صارت كئيبة في منظرها تحمل ألواناً خضراء تشبه ألوان محتويات معدة الخروف أو أية ذبيحة أخرى .
صارت الأرض ليست فقط مدهونة بألوان كئيبة زمنفرة , ولكنها أيضاً صارت أرضاً ملوثة تنقل العدوى خصوصاُ للأطفال الذين تراهم يفترشون الأرض ويغرسون أصابعهم وأظفارهم في التراب .

فالخضرة إذاً كما ترون ليست دائماً علامة من علامات الرقي والتحضر والذوق الرفيع , فقد تكون الخضرة في مثل هذه الأحوال علامة من علامات البلادة وتدني الذوق عند الإنسان .. وهي في النهاية دون أدنى شك علامة من علامات التخلف النفسي والعقلي والإجتماعي..
فهل من حل لإيقاف هذه الظاهرة التي تزداد تفاقماً مع مر الأيام ؟ ألا تستحق مثل هذه السلوكيات البليدة أن يتحدث عنها المعلومون في المدارس و الأساتذة في الجامعات , ألا تستحق مثل هذه العادات السيئة أن يتناصح الشباب فيما بينهم لإيقافها ؟ الأتستحق مثل هذه الممارسات المتخلفة ذوقاً أن يتحدث عنها الوعاظ والدعاة في المساجد والمنتديات والمحافل

ويقولوا للشباب : عيب .. عيب .. عيب ..؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق